كم اود لو اخرج الأن لأجمع المدن كالخراف وأقودها الى المسلخ ,لأحاكم كل مدينة على خطاياها
هناك حيث يقتل المارة في الشوارع, ويقذف الأجنة من ارحام المزاريب , وتخرج النساء في الليل عراة من كل شيء الا من خوفهم وموتهم ،هناك حيث ينام بائعوا الخضار فوق عرباتهم تحت الجسور . هناك حيث تضخ المدينة موتاها
ورجالها ونسائها ، حيث لا امل بالبقاء سوى بالدم والعنف
ارفع رأسي عاليا كمن يحلق ذقنه واسير بغير هدى كالنمل اتبع خارطة السماء اتبع خط الأفق الى نهايتي الى بدايتي
حيث ولدت او حيث قذفني رخم الحياة لا امل بالبقاء للكائنات الهشة مثلي، هناك حيث ولدت في مدينة الضباب احتاج عشرين خنجر لأذهب لشراء علبة سجائر.
ثمة مدن لا تحتمل الكلام كالجد في حضرة الأحفاد ،هناك حيث يمنع الصراخ ويمنع حتى الأبتسام . المارة في اماكنهم كأحجار الشطرنج يتنقلون بفعل قدرة حفية تتحكم بمصائرهم . كرجال الفضاء يعيشون ايامهم داخل احشائهم المضطربة ، لا يحبون شيء ولا يكرهون شيء ، لا رائحة ولا طعم لأيامهم ،كبيوت الدعارة مفتحون على كل الأحتمالات .
في احشاء مدينة ما يعيش رجل في غرفة مقفلة كعلبة سردين، ضيقة كأيدي تطبق بعنف من الجهات الأربعة على الجسد الهش .علبة السردين هذه حارة في الصيف ورطبة كحمام يجتذب هوائها الفاسد الذباب من اخر الأرض فتعلق ارجلها الى شريط الكهرباء وترخي جسدها وتنام، ثم تخرج للصيد فتصيب الجسد الهش بالحكاك حين تمد خراطيمها لتسحب الدم من الصحراء ، فينتفض كالمجنون كلما تمادت الذبابات في الهجوم ،فيكفر بالله وبمن اخترع الذباب ، ومن اسكنه هذا الحي ومن أوجده في هذه المدينة. صوت من الداخل يزعق بعنف (تفه) اتقي الله يا رجل، فيضحك ضحكة هسترية تتطاير بفعلها اسراب الذباب وتخرج ورأسه من النافذة وينظر الى السماء ويقول ( ان الله قد مات ) منذ رفع الأنسان الأبنية فوق الصحاري , منذ ان اصبحت مجبرا انا وعكازي وعربة الترمس على الألتفاف الف مرة ، من زاروب الى اخر ومن مكان ضيق الى مكان اضيق الى ادراخ اعرج فوقها في الصباح والمساء.
كم يخطر لي احيانا ان اترك هذه العربة والترمس والعرانس في اي مكان وأمضي ، من الذي يمنح الحياة للأخر ومن يتعكز على من ، كل شيء مصاب بعدم اليقين ولا استطيع ان ارى ابعد من رصيف البحر .
اسمعت يا امرأة ان الله قد مات غيظا منذ ان اختلط الكفر بالأيمان منذ ان اختلط دم القاتل بالمقتول منذ ان تمادى اللايقين في الجنون ، في المدن يسبح اللايقين فوق كل شيء فيصاب بالأهمال والكسل .
يرخي الرجل يدا متثاقلة فوق الجسد البني لطاولة تأكلت بفعل الزمن، ويتأمل للحظة يده التي تجمع فوقها الذباب ويقول " اليس غريبا ان اوجد في هذا المكان " ويكشف عن صدره ليراقب ثلاث بقع اسفل البطن وواحدة في الصدر
يتحسس البقع الثلاث ويقول اليس غريبا ان اكون حيا ، وتقولين تفه لأنني اكفر بالله . قولي لي اذن من اوجدني في مكان محدد في ساعة محددة ، في لحظة محددة، لحظة مرور الرصاصات الأربع لتخترقني .
تصوري لو انني نسيت علبة الملح بعد ان خرجت ،وعدت لأجلبها كم كان من المحتمل ان تسقط الرصاصات امامي لربما اصاب حينها بهلع شديد لكنني ما كنت لأفكر بل لربما كنت لأقول الحمدلله . وأمضي بعدها الى رصيف البحر وانا مصاب بسعادة لا توصف بعد ان منحت حياة جديدة .
او لربما لو استيقظت ذلك الصباح وخرجت قبل الوقت بلحظة كم كان من المحتمل ان تسقط الرصاصات الأربعة بعدي
كم كان من المحتمل ان تصيبني بعض الشظايا الخفيفة , التي تصيب الجسد بالفرح اكثر اكثر من الأصابة بالوجع لأنها تمنحنا تجربة للموت ، تمنحنا تجربة ما كنا لنعيشها ابدا، تجربة اداء لمسرحية الموت الضروري.
لكنني استيقظت وفعلت كل شيء ، رتبت العربة وشربت قهوتي وأرتديت ثيابي . كل شيء حسب الوقت المحدد له ، ليس وقتي انا وانما وقت الرصاصات الأربعة . كل شيء جاهز لأكون وعربة الترمس في المكان المحدد ،مكان الضحية ، لتخترق الرصاصات الجسد الهش ونسقط جرحى انا وعربة الترمس كلانا اشياء تدمر وجودنا المدينة.
ما الذنب الذي اقترفته عربة الترمس ومن يدري لربما كفرت ايضا بالهة المدينة حين ارتطمت يدي بها وسقط كل شيء على الأرض ,تدحرج الماء والعرانيس الى رصيف البحر، ذلك الصباح ذهبت عرانيس الذرة وحيدة الى رصبف البحر.
ينهر الذباب عن وجهه بعنف ويضحك بخبث ويقول " لو قرء الله علم الأجتماع جيدا لحاكم المدن على خطايا الناس
هناك حيث يقتل المارة في الشوارع, ويقذف الأجنة من ارحام المزاريب , وتخرج النساء في الليل عراة من كل شيء الا من خوفهم وموتهم ،هناك حيث ينام بائعوا الخضار فوق عرباتهم تحت الجسور . هناك حيث تضخ المدينة موتاها
ورجالها ونسائها ، حيث لا امل بالبقاء سوى بالدم والعنف
ارفع رأسي عاليا كمن يحلق ذقنه واسير بغير هدى كالنمل اتبع خارطة السماء اتبع خط الأفق الى نهايتي الى بدايتي
حيث ولدت او حيث قذفني رخم الحياة لا امل بالبقاء للكائنات الهشة مثلي، هناك حيث ولدت في مدينة الضباب احتاج عشرين خنجر لأذهب لشراء علبة سجائر.
ثمة مدن لا تحتمل الكلام كالجد في حضرة الأحفاد ،هناك حيث يمنع الصراخ ويمنع حتى الأبتسام . المارة في اماكنهم كأحجار الشطرنج يتنقلون بفعل قدرة حفية تتحكم بمصائرهم . كرجال الفضاء يعيشون ايامهم داخل احشائهم المضطربة ، لا يحبون شيء ولا يكرهون شيء ، لا رائحة ولا طعم لأيامهم ،كبيوت الدعارة مفتحون على كل الأحتمالات .
في احشاء مدينة ما يعيش رجل في غرفة مقفلة كعلبة سردين، ضيقة كأيدي تطبق بعنف من الجهات الأربعة على الجسد الهش .علبة السردين هذه حارة في الصيف ورطبة كحمام يجتذب هوائها الفاسد الذباب من اخر الأرض فتعلق ارجلها الى شريط الكهرباء وترخي جسدها وتنام، ثم تخرج للصيد فتصيب الجسد الهش بالحكاك حين تمد خراطيمها لتسحب الدم من الصحراء ، فينتفض كالمجنون كلما تمادت الذبابات في الهجوم ،فيكفر بالله وبمن اخترع الذباب ، ومن اسكنه هذا الحي ومن أوجده في هذه المدينة. صوت من الداخل يزعق بعنف (تفه) اتقي الله يا رجل، فيضحك ضحكة هسترية تتطاير بفعلها اسراب الذباب وتخرج ورأسه من النافذة وينظر الى السماء ويقول ( ان الله قد مات ) منذ رفع الأنسان الأبنية فوق الصحاري , منذ ان اصبحت مجبرا انا وعكازي وعربة الترمس على الألتفاف الف مرة ، من زاروب الى اخر ومن مكان ضيق الى مكان اضيق الى ادراخ اعرج فوقها في الصباح والمساء.
كم يخطر لي احيانا ان اترك هذه العربة والترمس والعرانس في اي مكان وأمضي ، من الذي يمنح الحياة للأخر ومن يتعكز على من ، كل شيء مصاب بعدم اليقين ولا استطيع ان ارى ابعد من رصيف البحر .
اسمعت يا امرأة ان الله قد مات غيظا منذ ان اختلط الكفر بالأيمان منذ ان اختلط دم القاتل بالمقتول منذ ان تمادى اللايقين في الجنون ، في المدن يسبح اللايقين فوق كل شيء فيصاب بالأهمال والكسل .
يرخي الرجل يدا متثاقلة فوق الجسد البني لطاولة تأكلت بفعل الزمن، ويتأمل للحظة يده التي تجمع فوقها الذباب ويقول " اليس غريبا ان اوجد في هذا المكان " ويكشف عن صدره ليراقب ثلاث بقع اسفل البطن وواحدة في الصدر
يتحسس البقع الثلاث ويقول اليس غريبا ان اكون حيا ، وتقولين تفه لأنني اكفر بالله . قولي لي اذن من اوجدني في مكان محدد في ساعة محددة ، في لحظة محددة، لحظة مرور الرصاصات الأربع لتخترقني .
تصوري لو انني نسيت علبة الملح بعد ان خرجت ،وعدت لأجلبها كم كان من المحتمل ان تسقط الرصاصات امامي لربما اصاب حينها بهلع شديد لكنني ما كنت لأفكر بل لربما كنت لأقول الحمدلله . وأمضي بعدها الى رصيف البحر وانا مصاب بسعادة لا توصف بعد ان منحت حياة جديدة .
او لربما لو استيقظت ذلك الصباح وخرجت قبل الوقت بلحظة كم كان من المحتمل ان تسقط الرصاصات الأربعة بعدي
كم كان من المحتمل ان تصيبني بعض الشظايا الخفيفة , التي تصيب الجسد بالفرح اكثر اكثر من الأصابة بالوجع لأنها تمنحنا تجربة للموت ، تمنحنا تجربة ما كنا لنعيشها ابدا، تجربة اداء لمسرحية الموت الضروري.
لكنني استيقظت وفعلت كل شيء ، رتبت العربة وشربت قهوتي وأرتديت ثيابي . كل شيء حسب الوقت المحدد له ، ليس وقتي انا وانما وقت الرصاصات الأربعة . كل شيء جاهز لأكون وعربة الترمس في المكان المحدد ،مكان الضحية ، لتخترق الرصاصات الجسد الهش ونسقط جرحى انا وعربة الترمس كلانا اشياء تدمر وجودنا المدينة.
ما الذنب الذي اقترفته عربة الترمس ومن يدري لربما كفرت ايضا بالهة المدينة حين ارتطمت يدي بها وسقط كل شيء على الأرض ,تدحرج الماء والعرانيس الى رصيف البحر، ذلك الصباح ذهبت عرانيس الذرة وحيدة الى رصبف البحر.
ينهر الذباب عن وجهه بعنف ويضحك بخبث ويقول " لو قرء الله علم الأجتماع جيدا لحاكم المدن على خطايا الناس