منذ اعوام غادرت قامتي موسم الطفولة
كأزهار في غير اوانها
تكبر على خطى الطبيعة
وأنا كالنسيم دائم الطفولة
الدهشة عالمي الوحيد
كل حياة تدهشني
العصافير
الزهور
المرايا
دائما ما اخرج للنزهة في الحقول
كل هذا حلم
يحيط ببيتنا الأسمنت والشوارع
السيارت الصراخ
لكن الهذيان يحملني
الى عالم اخر
الى ارض خضراء
متعرجة كجسد هرم
مخددة كأمرأة عجوز
يكرج فيها الحجل كالكراة
بيضاء تدور
خلف التلة الصغيرة
غزالة ملونة
الوانها غريبة
لا تشبه الغزلان
تقف كوتد مشلول
كم كنت اخاف تلك الغزالة
لكني كلما اقتربت منها
شعرت بالحزن لأجلها
تكاد لا تستطيع الحركة
اعتدت ان اقدم لها الطعام من بعيد
لم اتخطى ما فعلته الطبيعة يوما
خمس خطوات نحو اليمين
بحيرة وجهها يطفح بالذهب
ليست سوى اوراق خريفية ميتة
تتحرك كجسد واحد
فوق ارض لينة
كعجوز تضحك فيتز جسدها كله دفعة واحدة
حلم...
قامتي تتخطى حدود المكان ، وانا اقتل الدهشة بالمستحيل
الدهشة جرح دائم الحركة والتنقل
المرايا اجساد، وجوه تخرج
افتح الحزانة
الأشباح
الخوف
المسافة
امي
ادخل عالم اخر
شفاه تتشدق اسمي
اسمع وقع قدميك
السكين يلمع
كل شيء يصرخ
الخلايا
القلب
الرئتين
خطوات زورق
من بعيد
يتقدم
يشق الماء كمشرط
الأشجار تهتز
معول
وأظافر تنبش الأرض بنهم
كيس ابيض
قدم تتدلى
بكاء مكتوم
انه وجهي
يدي
هذا المسخ يحملني
الى اين تسير القوارب
عالم مليء بالخوف
يتحرك ببطيء
كزورق فوق ارض صلبة
مسيح اخر يحملني
هل يمكن ان تموت هكذا لأجلنا فقط
ام انك تريدني شاهدا على موتك
كنت اكلم نفسي
من عليه ان يحمل الأخر
انا ام خطاي
ام ان الأرض ستدور
الى ان نصل.
انتهي الحلم
..................
الشبابيك فواصل زمن مضى
زمن الأحذية العالية
الأرض حظيرة خنازير
حديقة تنبت موت احمر
اقحوان يأكل الذباب
تدوسه الأرجل
عدت الى زمني
الى البحيرة الذهبية
لكن غرابا يلاحقني
يهمس لي
لا تقترب
حلمك كتاب مفتوح
والأرض ثابتة كوتد
الشبابيك مغلقة
والموت يصم الأذان
لم اكترث لما يقول
مررت بالغزالة الخشبية
ابتسمت كأنها تودعني
وحين وصلت الى البحيرة
وجدت جسدي معلق كفزعات الحقول
وقد نخرته الغربان.
13/12/2006
2 comments:
فاتني التعليق على النص السابق ، ولم أفعل لأن هذا النص لا يقل جنوناً
تحياتي لك
شكرا لك
Post a Comment