Tuesday, September 12, 2006

هذا ليس انا


لغرفتي شباك
يكسوه جدار
مددت يدي ورسمت حديقة
كل يوم اتنزه فيها
انا والعصفور الذي اضفته
تقولين ان فراغا ما
يحكم فضاء غرفتي
واقول هذا غيابي
فلا تقبلي شبحي
فقد فقأت شفتاي
تكورت دائرة سوداء
حول عيناي (حولي )
ملاك اسود
تحت السرير
ترك معطفه ونام
في ساعة متأخرة يخرج
ليبحث عن صور غريبة
لأناس شوهتهم الذاكرة والألوان
اشعر بهم يدخلون
يتجمعون
بثيابهم الممزقة
وعيونهم الفارغة
كم كنت عادية ذلك المساء
وانت تغسلين الذاكرة
من خلاياك ...
اوتار الوهم
تفصلني عنك
وصورة لشخص افتراضي ينام قربك
احاول سرقة ملامحه
اصعد منحدرا
حيث القبور عالية كرايات
ابحث عن قبر يشبهي
احفر بأظافري بالقرب من جدتي وأنام
تهمس لي في ساعة متأخرة
وتضمني، انام
تتساقط البلابل
مطرا فوق الشرفات
وحدي كنت
اقطف البلابل الميته
اضمها الى صدري وابكي
فيمتد دجلة
منقلب على بطنه
ينطح السهول العالية
تمرين كما يمر الغرباء
وزيل ثوبك يمسح رائحتك
يرسم خطى ممسوخة لا اعرفها
خطوط غريبة
رسمها زمن اخر
وانا كالقرى المهجورة
متخم بالعشب الضار.
اصنع مراجيح من ملل
تدور على مهل
كعجوز تأكل الجوز بحذر
الحركة الرتيبة للأوتار
تعزف لحنا بطيئا
كل شيء عادي
انا انتف جسدي من الشوك
والمراجيح العجوز
تعلك الهواء على مهل
وانت تدخلين صمتا بعد صمت
اخلع جلدي
عارية عظامي
تصطق كالأسنان
تحاول سرقة انتباهك
تدخلني العصافير وتخرج
اسمع وقع سعالك
كأي غريب ارمي كلمات العافية
وأمضي
.

2 comments:

Mist said...

أبدعت ..
وإن آذاني وسط انسيابية القصيدِ بعض الهفوات اللغوية..
"وزيل ثوبك.."= وذيل ثوبك.
"عارية عظامي تصطق كالأسنان.."=تصْطَكُّ كالأسنان.

__

"مددتُ يدي ورسمت حديقة.."
تذكرتُ حينها قصة لـ(أو.هنري) تدعى الورقة الأخيرة..لمريض كان متعلقًا بالنافذة التي تُظهر شجرة تتساقط أوراقها..وكل ورقة كان يراها إيذانًا بدنو أجله..
لا أعرف وجه التشابه..لكن الاحساس بهذا الجزء من نصك استدعى لديالقصة..
__
"تقولين ان فراغا ما
يحكم فضاء غرفتي
واقول هذا غيابي
فلا تقبلي شبحي
فقد فقأت شفتاي
تكورت دائرة سوداء
حول عيناي (حولي )"

أعجبني تصويرك..لم يعجبني تعبير (فقأتُ شفتاي) ربما لأن العين هي ماتُفقأ،والشفتان ربما تُقطع..قد أكون مخطئة ،لكن هكذا أرى..

"تكورت دائرةٌ سوداء
حول عينيّ..
(حولي).."
تحفة!
__

"احفر بأظافري بالقرب من جدتي وأنام
تهمس لي في ساعة متأخرة
وتضمني،
انام
تتساقط البلابل
مطرا فوق الشرفات
وحدي كنت
اقطف البلابل الميته
اضمها الى صدري وابكي
فيمتد دجلة
منقلبًا على بطنه
ينطح السهول العالية"

ياسلام!
جميل..فقط تنبه لهمزات القطع (أ) عند الطباعة.
__
"انا انتف جسدي من الشوك"

وأنا أنتفُ هذي الصفحة من مجرى دمي قبل المزيد من التوغل..لألقي _كما تفعل_كلمات العافية وأمضي..

surrealism said...

شكرا لك على هذا المرور المفيد والجميل حقا...اعجبتني تعلقاتك مع اني لا اوافق على البعض منها(حول فقأت شفتاي استعمال المفردات لا يخضع بالضرورة للمعنى الحرفي وما يجوز استعماله او لا يجوز) وحول القصة عن الشباك انا لم اسمع بها من قبل ولكن اعجبتني الصورة واتمنى ان احصل عليها قريبا
احببت كثيرا ما كتبت وما فعلت اهلا بك