Monday, November 13, 2006

بين يدي رجل ميت


ارفع يدي لأذبح
غيمة سقطت بيننا
تحمل وجوه الجمال
الى واحة اخرى
اصعد جزعا
على هيئة امرأة
امارس عاداتي السيئة
على اغصانها
اهمس لها
أتذهبين معي
لأجدل ضفيرتك اسلاكا
تخيط الحنين بالممنوع
تنفض حزنها
شراشف بيضاء
تلف الأشجاء بألأكفان
من اين سقط هذا الميت بيننا
احمله كحزن مزمن
ماذا افعل بك ايها النازل من عتمة الأبدية
افتح فمي
لأخرج من غرقي
لأبعد يد البحر عن عنقي
لا تمسحي بيوت العناكب من الزوايا
ولا تجدلي شعرك بالسرير
سنرحل الأن
قد يتأخر هذا الميت
عن العشاء
دعيني فقد اصبح لي اليوم عملا
اليوم خرجت من دائرة العاطلين عن الأمل
سأكون قدرة هذا الرجل على السير
سأحمله معي
لأرميه في وجه هذا العالم
لأرميه بين أرجلهم
هذا انا وقد انقسمت
خلية واحدة اصبحت جسدين
سأستحم بماء الزهر
وأعلقه الى مسمار في الجدار
سأمنع عنه الحشرات
وفي ألليل سأسهر على موته
وأحمله معي في نزهة الصباح

سأدق نافذة في الجدار
وأسلط عليها غيمة لتكبر
قرب ألباب بندقية مجهزة
لا احد يلمس الرجل الميت
وحين يأتي الجنود ليحملونه
الى مدينة الموتى
سأربطه الى اسلاك تتدلى من السقف
لأمنحه القدرة على الحركة
وساعة نشعر بألأمان
سنضحك
سيقول الرجل الميت
اخيرا عدت الى الحياة
نصف حياتنا، ما يظنه الأخرين بنا
انا نصف حي اذن
أسأل المخبرين والجنود
أقول بملل
اذن أنا نصف حي ايضا
أسأل المارة
أسأل بائع الخضار
أسألها هي
منذ ان عرفتك وهي تبكي
لا تريدنا على وفاق
تخاف على نصفي الحي منك
أسألها هل شعرت يوما بالدفء قربي
هي فقط تمارس شذوذها معي
كعاشقة لأجساد محرمة
تزرع النعناع في الزاويا
تخيط طائرة صغيرة لتحملها
من زاوية الكون
الى مسدس مصوب الى الرأس
أسألها" هل عاد الكلب ذوالعين الزرقاء في الحلم"
أسألها عن كل الأشياء المريضة التي تحب
"ضع اعضائك على بطني"
أتريدين ان تصبحي اما
ما هكذا تبنى الخلايا
ماذا يعرف الأحياء عنك
اعرف اكثر مما يعرف الغراب الواقف على الشباك
سيرحل قريبا بعد ان تخلعي جلدك لتنامي
افتح جسد السرير لأنام
تلاحقني الشياطين
تدخلني من اذني
تهمس لي "اقتلها قبل ان تحمل طفل رجل اخر"
سأصعد على عنقها
رف الحمام في حوصلة حلقها
سأسحب هذا العالم
الى بحيرة لا قرار لها
سأربطه الى خصري
لنتساوى بالموت
لا تسقي الورد
ولا الزيتون
لا تغسلي الثياب
سنرحل عما قريب

5 comments:

Anonymous said...

جميل يابسام..جميل حقًا وبضراوة
ربما لأنني انسبت معها..
سقطت على ظهري في هذا الشلال
"
من اين سقط هذا الميت بيننا
"
سأصعد على عنقها
رف الحمام في حوصلة حلقها
سأسحب هذا العالم
الى بحيرة لا قرار لها
سأربطه الى خصري
لنتساوى بالموت
لا تسقي الورد
ولا الزيتون
لا تغسلي الثياب
سنرحل عما قريب
"

surrealism said...

thnx mist

سمر عبد الجابر said...

very wonderful, touching and deep..

surrealism said...

ahlen samar shta2nelik...
thnx

Farah said...

كل يوم يسقط بيننا ألف ميت دون أن تلاحظ...شكراًبسام لأنك تذكرنا دوماً بأننا ما زلنا أمّيين أمام عتبة الموت