Saturday, December 16, 2006

موسم اخر لطفولة ميتة


منذ اعوام غادرت قامتي موسم الطفولة
كأزهار في غير اوانها
تكبر على خطى الطبيعة
وأنا كالنسيم دائم الطفولة
الدهشة عالمي الوحيد
كل حياة تدهشني
العصافير
الزهور
المرايا
دائما ما اخرج للنزهة في الحقول
كل هذا حلم
يحيط ببيتنا الأسمنت والشوارع
السيارت الصراخ
لكن الهذيان يحملني
الى عالم اخر
الى ارض خضراء
متعرجة كجسد هرم
مخددة كأمرأة عجوز
يكرج فيها الحجل كالكراة
بيضاء تدور
خلف التلة الصغيرة
غزالة ملونة
الوانها غريبة
لا تشبه الغزلان
تقف كوتد مشلول
كم كنت اخاف تلك الغزالة
لكني كلما اقتربت منها
شعرت بالحزن لأجلها
تكاد لا تستطيع الحركة
اعتدت ان اقدم لها الطعام من بعيد
لم اتخطى ما فعلته الطبيعة يوما
خمس خطوات نحو اليمين
بحيرة وجهها يطفح بالذهب
ليست سوى اوراق خريفية ميتة
تتحرك كجسد واحد
فوق ارض لينة
كعجوز تضحك فيتز جسدها كله دفعة واحدة

حلم...
قامتي تتخطى حدود المكان ، وانا اقتل الدهشة بالمستحيل
الدهشة جرح دائم الحركة والتنقل
المرايا اجساد، وجوه تخرج
افتح الحزانة
الأشباح
الخوف
المسافة
امي
ادخل عالم اخر
شفاه تتشدق اسمي
اسمع وقع قدميك
السكين يلمع
كل شيء يصرخ
الخلايا
القلب
الرئتين
خطوات زورق
من بعيد
يتقدم
يشق الماء كمشرط
الأشجار تهتز
معول
وأظافر تنبش الأرض بنهم
كيس ابيض
قدم تتدلى
بكاء مكتوم
انه وجهي
يدي
هذا المسخ يحملني
الى اين تسير القوارب
عالم مليء بالخوف
يتحرك ببطيء
كزورق فوق ارض صلبة
مسيح اخر يحملني
هل يمكن ان تموت هكذا لأجلنا فقط
ام انك تريدني شاهدا على موتك
كنت اكلم نفسي
من عليه ان يحمل الأخر
انا ام خطاي
ام ان الأرض ستدور
الى ان نصل.

انتهي الحلم
..................
الشبابيك فواصل زمن مضى
زمن الأحذية العالية
الأرض حظيرة خنازير
حديقة تنبت موت احمر
اقحوان يأكل الذباب
تدوسه الأرجل
عدت الى زمني
الى البحيرة الذهبية
لكن غرابا يلاحقني
يهمس لي
لا تقترب
حلمك كتاب مفتوح
والأرض ثابتة كوتد
الشبابيك مغلقة
والموت يصم الأذان
لم اكترث لما يقول
مررت بالغزالة الخشبية
ابتسمت كأنها تودعني
وحين وصلت الى البحيرة
وجدت جسدي معلق كفزعات الحقول
وقد نخرته الغربان.


13/12/2006

2 comments:

Kha6er said...

فاتني التعليق على النص السابق ، ولم أفعل لأن هذا النص لا يقل جنوناً

تحياتي لك

surrealism said...

شكرا لك