Thursday, July 06, 2006

رسالة مبعد

حين اخطو على جسد اخلع وجودي...اخلع رجل الخشب...وكل الجثث التي تسكنني ،ادخلك عاريا كطفل يغطيه الندى، كما الشبابيك في الصيف افتح صدري للسفن الهاربة من عتمة الصحراء , لا يغريني النخيل ولا التمر في السلال وحده هذا الحزن الذي يلف خصرك وعيناك يدفعني الى احتلال الفضاء, افقد كل الأشياء حين يخطو طيفك قربي اضيع بين لغة الشعر والكلام , ارمي كل الأشياء ثيابي وكل ما يبتر جسدي عنك...اشعل الشمع في محجر عينيك واكتب قصيدة على ضوء تسرب من بين خلاياك، يسقط على الورق كما يسقط قوس قزح على جسد البحر , الله كم يغريني وجهك بالبكاء كم عمرا يسلبني فأسقط بين ذراعيك طفل يبحث عن مأوى... عذرا...لم يبقى في القنديل ما يكفي من الزيت لأغري جسدك بالبقاء لم يبقى من الحب ما يكفي لنهايات هذا الصباح. يذبحني هذا الليل بما يكفي لأنثر صراخي في الضواحي، بيروت نسيت انني امس دفعت عن جسدها تهمة العهر, هي لا تفعل شيئا , تتمدد على الأسفلت قرب الشاطىء تفتح قدميها للمارة, لكن احدا لا يقابلها خلف الزوايا, بيروت لا تغري احدا. عاهرة في الستين تحمل رائحة العرق بجسد تأكلته الأمواج, وحمرة تغطي الشفاه المتهدلة... بيروت ليست مدينتي, بيروت منزلي الصيفي في عتمة المقابر الحالكة حيث البول والعرق ,بيروت العطش للكهرباء بيروت والجرذان تنخر جسدها كالدود, جثة مرمية في حاوية تتأكلها الذئاب,بيروت جميلة في الصور فقط... عذرا عزيزتي...لم يبقى لدى ما يكفي من الأمنيات ولا الأحلام, الأحلام الكبيرة والأشياء العظيمة تلاشت... لا ثلج ابيض يغطي السفوح ولا ليل يلف المكان الأشياء عارية وفاضحة كألأشجار في موسم خريف..ابحث عن عمل لا شيء, جدران ترتفع كل يوم امتار, ابحثي لك عن جسد اخر فقد انهارت كل الزوايا.. ليس بالحب وحده يحيا الأنسان.

No comments: